كلمة الشيخ نواف سعود الصباح
نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية
المؤتمر السنوي الثامن والعشرين لجمعية معالجة الغاز - فرع دول مجلس التعاون الخليجي
الكويت: 18 سبتمبر 2022
الرؤساء التنفيذيون، الضيوف الكرام، السيدات والسادة،
نيابة عن معالي وزير النفط ورئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية، الدكتور محمد الفارس، يسعدني أن أرحب بكم في دولة الكويت في الدورة الثامنة والعشرين للمؤتمر السنوي لجمعية معالجة الغاز، فرع دول مجلس التعاون الخليجي.
شاهدنا تفاعل قطاع النفط والغاز نتيجة التقلبات الهائلة خلال العامين الماضيين وكيف أثرت جائحة فيروس كورونا بشكل كبير على حياتنا وعلى الاقتصاد العالمي، أدت إلى انكماش الطلب على الطاقة نتيجة الإغلاقات وإجراءات الحظر التي فرضت، لتنخفض بذلك أسعار النفط والغاز التي وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية، كما أدت إلى قيام معظم شركات النفط والغاز باتخاذ قرارات مصيرية وتخفيض حاد للمصروفات الرأسمالية والتشغيلية في صراع لتحقيق نوع من الاستقرار المالي، حيث تراوحت التخفيضات الرأسمالية ما بين 10 إلى 80٪ بينما تم تخفيض النفقات التشغيلية إلى ما يصل 30٪.
وبينما كان العالم يتعافى ببطء من الوباء، وبدأ مستوى الطلب على الطاقة يرتفع بشكل تدريجي، برز موضوع "أمن الغاز" في العناوين الرئيسية مرة أخرى نتيجة للصراع في أوروبا والانقطاعات في إمدادات الغاز. إن ردة فعل مستهلكي الغاز في أوربا على نقص الإمدادات والارتفاع الهائل في أسعار الغاز أثبتت بلا شك مدى اعتماد العالم على الغاز الطبيعي كمصدر نظيف لتوليد الطاقة والتدفئة.
وهذا ما يقودنا إلى موضوع مؤتمرنا هذا العام، "الفرص والتحديات في سلسلة قيمة الغاز الطبيعي".
إن من أهم التحديات الرئيسية التي تواجه صناعة الغاز اليوم هي عدم القدرة على تنبؤ العرض والطلب، لا سيما في ضوء الانكماش الاقتصادي المحتمل والتوازنات الجيوسياسية سريعة التغير.
إضافة إلى ذلك، فعلى الرغم من نمو صناعة الغاز الطبيعي، إلا أنها تواجه منافسة متزايدة من التحول العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة، وهذا التحول هو تحدٍ رئيسيٍ آخر يتعين علينا التعامل معه بجد، كما لا تزال التحديات الأخرى المعروفة التي تواجه صناعة الغاز من حيث استكشاف وتطوير حقول الغاز، وسائل نقل وتوزيع الغاز، فضلاً عن إجراءات ضمان سلامة وصلاحية البنية التحتية للغاز، وهي تحديات ذات أهمية قصوى.
ومع الاجماع على اعتبار الغاز وقود انتقالي مهم في تحول الطاقة، نجد لدينا فرصاً كثيرة لدعم وتعزيز دور الغاز كمصدر نظيف للطاقة لعقود قادمة.
من المؤكد أن حالة عدم اليقين من اتجاهات صناعة الغاز تجعل قرارات الاستثمارات الجديدة معقدة، مما يجعل الحاجة إلى تطوير وإيجاد مزيد من فرص تحسين العمليات الخاصة بالغاز من خلال اعتماد التقنيات الحديثة الفعالة والدفع للوصل إلى التميز التشغيلي أمراً بالغ الأهمية إذا أردنا التغلب على هذه التحديات.
هذه بعض الجوانب المهمة التي يجب أن يتناولها هذا المؤتمر إذا أردنا -كمنتجي للغاز- أن نحافظ على مكانتنا التنافسية في سوق الطاقة في المستقبل.
هنا في دولة الكويت، يلعب القطاع النفطي الكويتي دوراً حيوياً نحو تحقيق "رؤية الكويت الجديدة 2035"، والتي تهدف إلى تحويل دولة الكويت إلى مركز مالي وتجاري، من خلال توفير الطاقة النظيفة اللازمة لنمو اقتصادنا والبنية التحتية.
وقد أدركنا أهمية الغاز الطبيعي كعنصر رئيسي في مزيج الوقود لتوليد الطاقة، إضافة إلى أهميته كمادة أولية للصناعات البتروكيماوية، ولتحقيق هذه الغاية، اتخذنا المزيد من الخطوات لتحديث البنية التحتية للغاز بما في ذلك تطوير مرافق إنتاج الغاز المصاحب والحر ومرافق معالجة الغاز، كما قمنا بإنشاء أحد أكبر مرافق استيراد للغاز الطبيعي المسال في العالم بسعة 3 مليارات قدم مكعب قياسي، وقمنا ببناء شبكة غاز وقود شاملة عبر البلاد للاستهلاك المحلي.
إن التزامنا باتفاقية باريس للمناخ وتطلعنا إلى خلق ظروف بيئية أفضل يجعل من الضروري الاعتماد بشكل أكبر على الغاز كمصدر وقود رئيسي لتوليد الطاقة، وعليه فإننا نحرص على تطبيق التقنيات المناسبة لرفع كفاءة وسلامة المنشآت والبنية التحتية الخاصة بمعالجة الغاز، وبالتالي تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
أخيراً، أتمنى أن يوفر هذا المؤتمر منصة فعالة والتي تجمع بين أفضل المواهب في دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة صناعة الغاز وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات التي من شأنها أن تضيف قيمة إلى أعمالنا.
كما أود في ختام كلمتي أن أعبر عن خالص تقديري وشكري لجهود جميع القائمين على المؤتمر.
